إنطلقت صباح اليوم فعاليات المؤتمر الخامس والثلاثون للاتحاد العربى للمكتبات والمعلومات «أعلم»، تحت رعاية صاحب السمو الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس، ويحمل المؤتمر عنوان «المكتبات ومؤسسات الأرشيف العربية ودورها فى تعزيز الهوية والمواطنة الرقمية»، وبحضور نخبة وكوكبة من الأكاديميين والمتخصصين فى مجال المكتبات والمعلومات بالدول العربية.
وافتتحت فعاليات المؤتمر بكلمة وزارة الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان ألقاها الاستاذ أحمد بن سعود بن ناصر الرواحي (مدير عام مساعد المديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية) عن الوزارة، مرحبا بالحضور في هذا المؤتمر الإقليمي المتميز، الذي ينعقد تحت عنوان «المكتبات ومؤسسات الأرشيف العربية ودورها في تعزيز الهوية والمواطنة الرقمية»، حيث يمثل هذا الحدث مناسبة فريدة تجمع بين أروقتها نخبة من المختصين والخبراء في مجال المكتبات والمعلومات من مختلف أرجاء الوطن العربى، خاصة وأن المؤتمر ينعقد لأول مرة على أرض السلطنة العمانية، هذه الأرض التي جمعت بين الأصالة والحداثة، حيث يمتزج عبق التاريخ برؤية المستقبل، مؤكدين من خلاله إلتزامنا الراسخ بدعم وتعزيز قطاع المكتبات والمعلومات، ودعم كافة الجهود الرامية إلى نشر الثقافة والمعرفة في مجتمعنا العربى، مدركين أن المكتبات اليوم لم تعد تقتصر على دورها التقليدى، بل أصبحت مراكز للتعليم المستمر والتفاعل المجتمعى والابتكار التكنولوجى، ونتطلع إلى أن يكون هذا الحدث منصة رائدة لتبادل الأفكار والخبرات، وبحث المستجدات والتحديات التي تواجه قطاع المكتبات والمعلومات في عالمنا العربي، وأن يفتح آفاقا جديدة للتعاون والشراكات بين مؤسساتنا العربية.
وأضاف الأستاذ أحمد بن سعود إن هذا المؤتمر يأتي في وقت حاسم، حيث تواجه المكتبات ومؤسسات الأرشيف تحديات جديدة وفرصاً هائلة في عصر الرقمنة والتحولات الثقافية السريعة، ونحن هنا اليوم لتبادل الرؤى والخبرات حول كيف يمكن لهذه المؤسسات أن تسهم بشكل فعال في الحفاظ على تراثنا الثقافي وتعزيز الهوية الرقمية لأجيالنا القادمة، خاصة وأن المكتبات ومؤسسات الأرشيف تلعبان دورا محوريا في تعزيز الهوية الثقافية من خلال جمع وحفظ ونشر المعرفة، كما أنها تساهم في بناء مواطنة رقمية واعية من خلال توفير الوصول إلى المعلومات والخدمات الرقمية، مما يتيح للأفراد تعزيز مهاراتهم وتفاعلهم مع المجتمع الرقمي.
وأشار إلى أنه على مدار الأيام القادمة ستتاح لنا الفرصة لاستكشاف كيفية الاستفادة من تقنيات المعلومات الحديثة وكيف يمكننا تحسين أداء مؤسساتنا بما يتماشى مع المتطلبات المتزايدة للعصر الرقمي، ولذلك فإن مناقشاتكم وتوصياتكم في هذا المؤتمر ستكون بلا شك ذات أثر كبير على رسم ملامح المستقبل في هذا القطاع الحيوي، متمنياً أن تكون مخرجاته خطوة إلى الأمام في مسيرتنا المشتركة نحو تحقيق التقدم والإزدهار ورسم مستقبل واعد لمكتباتنا ومراكزنا الثقافية.
وألقى الدكتور نبهان بن حارث الحراصي رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات كلمة الاتحاد، قائلاً: يشهد مؤتمر هذا العام مشاركة واسعة تضم أكثر من مائة باحث وخبير في مجالات المكتبات والمعلومات والأرشيف، ليتناولوا أحدث التطورات والابتكارات في هذا المجال ويعملوا على مناقشة التحديات والفرص التي تواجه المؤسسات المعلوماتية، كما أن المؤتمر يصاحبه حلقات عمل متخصصة ومعرض تقني للحضور، مشيراً إلى أن الاتحاد حقق نجاحات ملحوظة خلال العام الماضي في نسخته الرابعة والثلاثون في الرياض، حيث نؤمن بأهمية نشر المعارف وتوفبر الوصول الحر للمعلومات، ويسعدنا في هذه النسخة الإعلان عن إصدار خمسة كتب حديثة تركز على المعايير والمؤشرات المستخدمة في مؤسسات المعلومات وستتاح هذه الكتب للجمهور بالنص الكامل تحقيقاً لسياسة الاتحاد الداعمة للوصول الحر للمعلومات، كما حصل الاتحاد العربى على ثقة الاتحاد الدولي للمكتبات والمعلومات في تقيم برامج التدريب التي يقدمها القادة والمتخصصين مما يعكس الثقة الكبيره التي يحظى بها الاتحاد.
وفى سياق إنطلاق فعاليات المؤتمر تضمن حفل الإفتتاح الإعلان عن جوائز الإتحاد لعام ٢٠٢٤ حيث تم تكريم مكتبة قطر الوطنية على مبادرتها في إنشاء المكتبة الرقمية ورقمنة أرشيف الشرق الأوسط بالتعاون مع المكتبة البريطانية، كما تم تكريم مكتبة محمد بن راشد على تميزها في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتكريم أكاديمية نسيج للرواد، كما قدم الاتحاد خمس جوائز الجائزة الأولى في التميز العلمي حصل عليها كلا من الدكتور محمد الصقري من جامعة السلطان قابوس، والجائزة الثانية في التميز المهني وفازت بها مكتبة دبي العامة، وجائزة الاتحاد لأفضل رسالة دكتوراة فكانت للدكتور مصطفى الهلالي من جامعة القاهرة، وجائزة الاتحاد لأفضل ورقة علمية في المؤتمر فاز بها الدكتور مصطفى عطية من جمهورية السودان، والجائزة الخامسة لأفضل متحدث كانت للدكتور غسان مراد، كما اشتمل الافتتاح على عروض مرئية للتعريف بالمؤتمر والكتب الصادرة عن الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات وافتتاح المعرض المصاحب، واشتمل اليوم الأول للمؤتمر على جلستين إلى جانب الجلسة الرئيسيةوالتى كانت بعنوان «المكتبات الوطنية والعامة ومجامع اللغة ودورها في تعزيز المحتوى الرقمي»، حيث تتضمت أربعة أوراق عمل، الورقة الأولى بعنوان «دائرة المكتبة الوطنية الأردنية ودورها في حفظ الذاكرة الوطنية وتعزيزها في ظل التطورات العلمية والتكنولوجية»، قدمها أ.د. نضال إبراهيم الأحمد، والورقة الثانية بعنوان «مجامع اللغة ودورها في تعزيز الهوية والمحتوى الرقمي: مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية أنموذجا»، قدمها د. علي الأكلبي، والورقة الثالثة بعنوان «إنتاج الكتب الصوتية متعددة اللغات باستخدام الذكاء الاصطناعي: تجربة مكتبة محمد بن راشد»، قدمها د. علي كمال شاكر، والورقة الرابعة بعنوان «تسخير أدوات الذكاء الاصطناعي لتحويل البحث ودعم المعلمين»، قدمها البروفسور حبيب الله خان باللغة الإنجليزية.
أما الجلسة الأولى في المؤتمر كانت تحت عنوان «دور المكتبات الوطنية في تعزيز الهوية الثقافية والمواطنة الرقمية في العالم»، وأدارتها أ. مهرة عيلان العميمي وأ. عليا بنت أحمد الحبسي، وتضمنت الجلسة أربع أوراق علمية، الأولى كانت بعنوان «الدور المنوط بالمكتبة الوطنية الفلسطينية لتعزيز المواطنة الرقمية في المجتمع الفلسطيني»، قدمها أ. إبراهيم ياسر أبو الوفا، والثانية بعنوان «دور المكتبة الوطنية بالجزائر في تعزيز الهوية والثقافة العربية - دراسة ميدانية»، قدمها أ.عيسى أحمد قراقع، والورقة الثالثة بعنوان «دور مكتبة الأسد الوطنية في تعزيز الهوية الرقمية للتراث الثقافي الوثائقي» قدمتها د. بن عيدة فوزية، أما الورقة الرابعة فكانت بعنوان «التمكين الرقمي ودور مراكز مصادر التعلم في تعزيز المواطنة الرقمية في سلطنة عمان» قدمها أ. عبدالله الهنائي.
وفيما يتعلق بالجلسة الثانية فقد اشتملت على أربعة أوراق عمل، وجاءت تحت عنوان «دور الأرشيف الرقمي والمؤسسات الوثائقية في حفظ التراث وتعزيز الهوية الوطنية في العالم العربي»، وأدار الجلسة د. حسين فولاذ، حيث جاءت الورقة الأولى تحمل عنوان «دور المؤسسات العمانية في حفظ التراث الرقمي وتعزيز الهوية الرقمية: الخزانة العمانية لمركز ذاكرة عمان أنموذجاً»، قدمتها أ. جميلة العامرية وأ. جوخة الشيبانية وأ. سالمة الريامية، والورقة الثانية بعنوان «مكانة الأرشيف الرقمي في بناء الهوية الوطنية وتوطيد الديمقراطية التشاركية: الأرشيف الوطني الجزائري أنموذجا»، قدمها أ. صلاح خيراني وأ. مبارك حشاني، والورقة الثالثة بعنوان «تجربة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في توثيق التاريخ الشفهي الرقمي في سلطنة عمان»، قدمتها أ. ابتسام الشهومية وأ. سمية المقبالية، والورقة الرابعة بعنوان «دراسة واقع جهود مركز ذاكرة عمان لتعزيز الهوية العمانية رقمياً»، قدمها أ. سليمان الراشدي.