يعيشُ العالمُ ثوراتٍ صناعيةً واجتماعيةَ وسياسيةً ومعلوماتيةً ، ويعيشُ أيضاً تقنيةً متجدِّدةً ، ونحن الآن قد وصلنا للثورةِ المعرِفيةِ صناعةً واستثماراً وإدارةً ومعيشةً ، فى زمنٍ تنقلبُ فيه الموازينُ الاقتصاديةُ والسياسيةُ والاجتماعيةُ والتعليميةُ ، وتتَبَدَّلُ معها موازينُ القوةِ فتصبحُ المعلومةُ هي القوةُ ، وتصبحُ المعرفةُ هي القوة. وعالمُ المكتباتِ والمعلومات في وَسَطِ هذه الثوراتِ يعيشُ ثورته التي تتَجاوبُ مع التطوراتِ التقنيَّةِ والمعلوماتية . وبسبب تنوّعِ احتياجاتِ المجتمعاتِ التي يخدِمُها عالمُ المكتبات، كان لزاماً عليه التجاوب معها ومواكبتها علماً ومهنةً ، بحيثُ ينعكسُ أداءً وخدمةً وتميزاً معرفياً ومهنياً ليقدِّمَ أجيالاً جديدةً من اختصاصيِّ المعلوماتِ ، واختصاصيِّ المعرفةِ لاستيعابِ احتياجاتِ أجيالِ المستفيدين الجُدُد الذين هم صُنّاعٌ للمعرفـةِ ومستخدمين لها ولتقنياتِها ، وهذه مَيْزَتُهُم الافتراضيَّةُ في كلِّ شيء وجوداً وتعاملاً. إن تحدياتِ المهنةِ والعلم ، لابدّ وان تنعكسَ على الجمعياتِ الوطنيّةِ ، والاتحادُ العربيُّ للمكتباتِ والمعلومات كأكبرِ اتحادٍ مهنيٍّ عربيٍّ ، ينْشَطُ في لمِّ شمْلِ المتخصصين ، ومناقشةِ قضاياهم ، والسيرِ معهم في تقديمِ مشاريعَ وأنشطةٍ تدْعَمُ المِهْنةَ ، وتطوِّرُ كفاءةَ المهنيين وتربِطُ الخبراءَ بكافةِ المتخصصين ، ولذلك عمِلْنا وسنعملُ معكم ولكم من أجلِ هذا التخصُّصِ ، ومن أجلِ هذه المهنة ، لا نبغي إلا وجهَ اللهِ زكاةً للعلمِ ، وضريبةً نساهم بها ، كما فعل غيرُنا من قبلِنا ، وكماسيفعلُ من يأتي بعدنا..
ولقد عمِلْنا على تشكيلِ جروب ( مجموعة ) الاتحاد عبر "الفيس بوك" ليكونَ أكبر جروب متخصِّصٍ في الوطنِ العربي يديرُهُ الشباب ، ويتعاونُ الجميعُ ليكونَ قناةَ تواصلٍ دائمة. كما نقدِّمُ موقعَ الاتحادِ الحالي عبر الانترنت ليكون ملتقي الأعضاءِ والخبراءِ ويكون الواجهةَ الرسميَّةَ للاتحاد وأنشطتِهِ ، وهذا يتمُّ بفضلِكم جميعاً ، وبفضلِ فريقٍ كبيرٍ أتشرَّفُ ، وأخي الأصغر سناً د.عماد عيسى ، بقيادَتِهِ ويعملُ من أجلِكم وأتمنى أن تُثْروه بمشاركاتِكم وبأعمالِكم التطوعية. وسنرى مسيرةَ العملِ المؤسسيِّ الفعليِّ تنطلقُ عبر الموقعِ بمجموعةٍ من قواعدِ البياناتِ الخاصّةِ بالعضويةِ وضبطها ، وبكشاف الإنتاجِ الفكريِّ المتخصِّصِ في المكتباتِ والمعلوماتِ والخبراء ، إضافةً للبعْدِ الإعلاميِّ للأنشطةِ ، والتوثيقيِّ لتاريخِ الاتحاد المهم ، ولإصداراتِهِ ولأعمالِهِ ، ومجلةُ الاتحاد "اعلم" التي ستنقلُ نشاطَها للنشْرِ الالكتروني. كلُّ هذه الأنشطةِ وما قُمْنا به منذ تولينا إدارة الاتحادِ كانت مستفيدةً من جهودِ الجميع ، وخاصةً العاملين بصمتٍ ، أو من وراءِ ستار ، فشجَّعْنا فكرَ التطوُّعِ والعملَ من أجلِ المِهْنةِ والعِلمِ ، فَبَرَزَ نجومٌ كثر ، سأذكرُ منهم الشبابَ والشاباتِ والذين أرى فيهم مستقبلَ الاتحادِ المُضيءَ لرقيِّ تعاملِهم ولعطائِهم اللاّ محدود ولحبِّهم للعلْمِ والتخصُّصِ ، ولن أزيدَ إلا أن أقولَ لهم أنتم نجومُ الاتحاد ، وسوف نخطيءُ إن لم نعْطِكُم الفرَصَ كاملةً ، وأتمنى من الآن أن يشاركَ عضوٌ أو عضوين من جيلِ الشباب في المكتبِ التنفيذيِّ للاتحادِ القادم ، مع أمنيتي أن يرأسَهُم زميلٌ أو زميلةٌ ، بعقليَّةٍ عصريةٍ متفتحةٍ ، تثِقُ بقدراتِهم ، وحتماً سنكونُ معكم دائماً ، داعمين لا موجهين إن أردتم ذلك . . شكراً لكلِّ من أعطى للاتحادِ فكراً أو جَهداً أو مالاً أو عَمَلاً ، بادئاً بأساتذتي وزملائي جميعاً ، وأخصُّ منهم المؤسسين ورؤساءَ الاتحادِ ، وأعضاءَ المكاتبِ السابقة ، وأحبائى أعضاءَ المكتبِ الذي أتشرَّفُ بقيادتِهِ ، الذين أعمل معهم وبهم ، وفريقَ الموقعِ كلا في مجاله .. وأصدقائي الأعزاءَ الذين أستشيرُهم دائماً فلا يَبْخَلون عليَّ بالمشورَةِ والمساندة..